الجيش4 يؤكد العودة لثكناته آخر حزيران .. وقتيل و٨٦ جريحاً في أعمال عنف
المصريون يحتفلون بذكرى الثورة وسط انقسامات وهتافات ضد العسكريين
لقاهرة - ربيع شاهين
سقط قتيل واحد على الأقل من أفراد الشرطة، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من بين المحتجين في ميدان التحرير، نتيجة أحداث عنف وقعت بمختلف محافظات مصر أمس تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى لثورة 25 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، فيما هاجم مسلحون مسيرة لـ«الأغلبية الصامتة» بميدان العباسية.
وذكرت مصادر أمنية أن خمسة مسلحين مجهولين هاجموا أحد الأكمنة المرورية جنوب محافظة قنا، في صعيد مصر، بوابل من الأعيرة النارية، أثناء محاولتهم تخطّي الكمين بسيارة مسروقة، ما أسفر عن «استشهاد» أمين شرطة، يُدعى شحات محفوظ، وتمكّن المهاجمون من الهرب إلى منطقة جبلية قريبة، بينما فرضت قوات الأمن حصاراً مشدّداً حول المنطقة.
وفي ميدان التحرير، الذي شهد تجمّع عشرات الآلاف للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، بعدما أمضى ما يقرب من 30 عاماً في السلطة، أفادت مصادر في وزارة الصحة بسقوط 86 مصاباً، حتى مساء أمس تم إسعاف 72 حالة منهم داخل سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة في الميدان، بينما نم تحويل 14 حالة إلى المستشفىات.
وقال الدكتور عادل عدوي، مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية، بأنّه تم تحويل 10 حالات إلى مستشفى «المنيرة العام»، وحالتين إلى مستشفى «الهلال»، وحالة إلى مستشفى «القصر العيني»، وحالة إلى مستشفى «الجلاء للولادة»، لسيدة حامل قامت بوضع مولودها عقب دخولها المستشفى، وهو أول مولود في احتفالات مصر بمرور عام على الثورة.
وذكر المسؤول الحكومي أن معظم الحالات والإصابات كانت نتيجة لـ«الازدحام الشديد»، ونتيجة سقوط إحدى المنصات التي أقامها المحتجون في ميدان التحرير، مشيراً إلى أنّ غالبية الإصابات تراوحت بين إغماءات أو هبوط في ضغط الدم والقلب، وكسور وكدمات وشرخ في العظام، ومغص، وغيرها.
أما في ميدان العباسية، الذي شهد مسيرة احتجاجية لما يُعرف بـ«الأغلبية الصامتة»، فقد أفادت مصادر رسمية بأنّ عدداً من البلطجية هاجموا المتظاهرين بالأسلحة البيضاء، وقنابل المولوتوف، والأسلحة النارية، كما حاولوا هدم المنصة التي بنتها حركة «صوت الأغلبية الصامتة» في الميدان، للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير.
في ما عدا ذلك كان الهدوء كان هو السمة التي كانت غالبة على شوارع القاهرة أمس، لم يقطعه أو يحرك منه سوي بعض من صخب من آن لآخر مع كل موجة بشرية كانت تقطع الشوارع الرئيسية باتجاه ميدان التحرير.
وكالعادة وكما هو متوقع تباينت الآراء وتعدّدت الهتافات في الذكرى الأولى للثورة المصرية كان من اللافت أن تجد هتافات تدعو إلى سقوط حكم العسكر «كان لها الغلبة الواضحة» وأخرى تدعو إلى تجنب الصدام بين الجيش والشعب والحرص على الجيش وضرورة أن يعود سريعا إلى ثكناته.
ومثلما جرى في واحدة من التظاهرات التي انطلقت من شارع الهرم بالجيزة وصولا إلى ميدان التحرير حيث انطلقت تظاهرات بالآلاف تحمل نعوشا خشبية ملفوفة بعلم مصر وتضم رجالا ونساء شبابا وفتيات من كل الأعمار حاملين الأعلام وهتافاتهم تندد بكم العسكر لكنها في ذات الوقت تتمسّك بالحفاظ على العلاقة بين الجيش والشعب.
ولم يغفل المتظاهرون أن ينددوا بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، فيما لم يشفع له قراره الذي استبق به يوم الاحتفال بالذكري الأولي للثورة، أو عشيتها حيث ردّدوا الشعب يريد اسقاط المشير..
وفي ميدان التحرير اختلط الحابل بالنابل، وكان «لكل وجهة مواليها»، وتباينت الهتافات والتوجّهات وكادت معها تحدث اشتباكات خاصة بين الاسلاميين والليبراليين، لكن ثمة هدفا واحدا جمعهم أو على الأقل اجتمع عليه الأكثرية..
كان المرشحون للماراثون الرئاسي حاضرين في المشهد من الصباح الباكر من أبرزهم عمرو موسى وحمدين صباحي، فيما تعذّر وصول المرشح المنسحب محمد البرادعي من الوصول إلى ميدان التحرير قادما اليه من الجيزة تردّد أنه لظروف صحية «بدنية أو سياسية» الله أعلم..!
واللافت أن موسى استغل المناسبة أحسن استغلال كونه مرشّحا محتملا للرئاسة حرص على زيارة الميدان دون حراسة وارتدى ملابس «كاجوال»، متقدما مسيرة حاشدة تُقدّر بأكثر من ألفي مشارك من المواطنين من ناحية كوبري قصر النيل ليشارك جماهير الشعب الثائرة.
وخلال لقائه مع بعض الشباب أعرب عن تفاؤله بأنّ عام 2012 سوف يشهد استكمال مقومات الدولة وبداية إعادة بناء مصر وأننا يجب أن نقف عند هذه المناسبة لنتذكر تضحيات الشهداء والجرحى الذين بذلوا من دمائهم وأرواحهم من أجل نجاح الثورة ولتأكيد أن الثورة لم تهزم ومازالت مستمرة.
أضاف موسى: بعض الثوار يعتقدون بأنّ دورهم انتهى والآخر يرى أن الثوره هُزمت.. وأضاف: الصحيح في رأيي أن نقول: إن هذه الثوره انتصرت.. صحيح لا تستطيع أن تقول إنها انتصرت نهائيًا.. لكنها بالقطع مستمرة ولم ولن تهزم، وإن كانت لم تحقق بعد الانتصار الكامل.
وقال موسى: يجب أن تنتهي مهمة المجلس العسكري بموعد غايته 30 حزيران المقبل وهناك انتقادات وجهت للمجلس، وبعضها صحيح للبطء في اتخاذ القرار او تردّد في قرار أو خطا فيه وكان يمكن ان يتم بطريقة أفضل مما تم، وأنا مع ضروره نقل السلطة إلى سلطة وطنية مدنية.. ولكني أضيف: «إلى سلطة منتخبة» أما نقل السلطة إلى أي أحد وأي قائمة مؤلفة فإنه يحولها إلى جماهيرية فوضوية أو ديكتاتورية.
ثمة ظواهر جديدة شهدها ميدان التحرير أو «ميدان الثورة» من قبيل إنشاء منصات داخل الميدان هذه المرة باسم الأحزاب التي دخلت البرلمان واحدة لحزب الحرية والعدالة تم تشييدها ناحية شارع قصر النيل، فيما أقام حزب الوفد منصة أخرى ناحية شارع طلعت حرب، ولا تزال المنصة الرئيسية في مكانها المخصص لها.
بينما أنشأ شباب حركة 6 إبريل منصة أخرى في مواجهة المنصة الرئيسية، ومن ناحية شارع المتحف المصري أنشأت جمعية شموع لحقوق المعاقين منصة أخرى، وهتف أنصار حزب الحربة والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين «إيد واحدة في الميدان» وتغنّوا بأناشيد وطنية ومنها «يا بلادي» و«يا وطني يا أحلى الأوطان».
وكما العادة في كل مليونية تشهد سوقا رائجا للباعة الجائلين الذين انتشروا في أرجاء الميدان، والطريف أنّ «شبشباً» رُسِمت عليه صور للرئيس المخلوع حسني مبارك، ونجليه جمال وعلاء ومعهم عدد من رموز النظام السابق لاقى رواجا كبيرا داخل ميدان التحرير، ووصل سعر الشبشب الى 20 جنيها، علما بأن ثمنه ربما لا يتجاوز الـ 10 جنيهات.
وقد أعلن المتظاهرون بميدان التحرير عن أنهم سينظمون مليونية أكدوا أنّها ستتجه إلى المركز الطبي العالمي بطريق الإسماعيلية الصحراوي، حيث «مسكن ومنتجع» الرئيس السابق «المخلوع»، حيث أن لديهم اليقين بأنّه هو الذي أعطى الأمر بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي، ولديهم الاصرار على ضرورة القصاص العادل منه.
بدوره، حرص نبيل العربي «الأمين العام لجامعة الدول العربية»، على حضور المشهد التاريخي في الذكرى الأولى للثورة كونه كان أحد وزراء خارجيتها، كما حرص على التقاء الشباب الذي بدورهم استقبلوه بحفاوة بالغة.
وقد أشاد العربي خلال لقائه مع الشباب بالتظاهرات السلمية التي تطالب بالحكم الرشيد والديمقراطي في مصر، وأعرب عن تمنياته بمرور المرحلة الانتقالية بسلام، وأن يعود الاستقرار إلى مصر وأن تتبوأ مكانتها الطبيعية التي تليق بها كقائدة للعالم الإسلامي والعربي.
ولأن أعين أجهزة الأمن المصرية كانت يقظة وحذرة تجاه أي محاولات لاستغلال الحدث فقد ألقت أجهزة الأمن بالجيزة القبض على عاطل بحوزته أسلحة نارية وكمية من الذخيرة الحية ونظارات ميدان مكبّرة وأدوات تستخدم في تصنيع المفرقعات، بعد أن نسبت إليه التحريات حيازته لهذه المضبوطات بقصد استخدامها في أعمال تخريبية في احتفالات الثورة اليوم بالتحرير.
وأمر اللواء عابدين يوسف، مدير أمن الجيزة بعرض المتهم والمضبوطات على النيابة، التي أمرت بإرسال حرز الذخائر إلى المعمل الجنائي لفحصها.
وفي سياق التربّص باحتفالات المصريين بالثورة والعمل على تنفيذ أعمال تخريبية لإفساد المناسبة قام مجهولان بإلقاء زجاجة مولوتوف على سيارة مطافئ أثناء توقفها بمحطة إطفاء مصر الجديدة ثم لاذا بالفرار.
كما شهدت منطقة عين شمس واقعة مؤسفة عندما فوجئ مجند بالأمن المركزى باشتعال النار في سيارة أمن مركزى أثناء توقفها بالمنطقة وذهابه لشراء بعض المأكولات وعقب عودته وجد النار تلتهم السيارة
وأكد اللواء محسن مراد، مدير أمن القاهرة أنّ هناك مَنْ يسعى إلى إحداث حالة من الفوضى والشغب والتربص بأجهزة الشرطة إلا أننا سنتصدى لأي محاولات لإثارة الشغب بكل قوة ووفقًا للقانون لحماية أمن الوطن ومقدراته.
من جهة أخرى، أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة مجددا عودة الجيش لثكناته يوم 30 حزيران المقبل، عقب انتخاب رئيس للجمهورية.
وأعرب المجلس، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أمس عن تضامنه وشراكته مع ثورة /25 يناير/، مؤكدا نجاح الثورة في القضاء على الظلم والقهر والانهيار المتكامل الذي أصاب مصر خلال العقود الأخيرة.
وأعلن المجلس أنّه سيكشف أسرارا وحقائق ستجعل الشعب يزداد فخرا بالقوات المسلحة، وقال: «إنّ عاما كاملا مر على ثورة الشعب، ولم يحن الوقت بعد لإعلان حقائق كثيرة لشهور وأيام ما قبل الثورة حتى لا يقال بأنّنا نتجمل، ولكن سيأتي وقت الحديث، ونكون في وحداتنا نحمي تراب وسماء وبحر مصر».
وأَضاف: «إننا توقعنا الثورة ورأيناها وذلك قبلها بأشهر طويلة، وانتظرناها، ولم نكن نعرف من يفجرها، حتى رأينا بأعيننا شباب الثورة، وهم يبذلون أرواحهم في سبيل مصر أمام أعتى وأشد أدوات القمع، فانحزنا للثورة وأيدناها ونصر الله شعب مصر».
الخميس, يناير 26, 2012
بقلم :أحمد فوزى
شاب مصرى اعشق مدونات بلوجر وتصميماتها وصاحب سلسلة مدونات__ مدونة عالم جديد __ مدونة اون لاين __ مدونة نجوم اف ام بث مباشر __ مدونة عرب استار __ اتمنى متابعتكم وتواصلكم معنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق
للتعليق علي الموضوع او اي استفسار اكتب التعليق وعند الانتهاء من كتابة التعليق اضغط علي كلمة كتابة التعليق