أنس زكي-القاهرة
استعاد ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية أجواء ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، حيث استقبل مئات الآلاف من المصريين الذين جاء بعضهم للاحتفال بما أنجزته الثورة، بينما قدم آخرون للتأكيد على أن الثورة مستمرة حتى تحقيق مطالبها بالكامل.
الميدان الذي انطلقت منه الثورة المصرية ظل مقصدا للمتظاهرين والمعتصمين على مدى الأشهر الماضية خصوصا في أيام الجمع، لكن الأعداد كانت تتراوح بين المئات أو الآلاف وربما عشرات الآلاف، لكنها عادت اليوم لتلامس حد المليون وربما تتجاوزه، ليؤكد المصريون أن زخم الثورة ما زال موجودا وأنهم جادون في الضغط لتحقيق مطالبهم.
وللمرة الثانية يتجاهل المصريون شائعات التخويف، فبعدما شاركوا بكثافة في الانتخابات التي مرت هادئة على عكس توقعات بأن تشهد عنفا واسعا، عادوا للمشاركة بقوة في تظاهرات ميدان التحرير ومرت ساعات النهار في هدوء ودون مشكلات تخوف منها البعض على خلفية ما عدّوه تناقضا في الأهداف بين فريقين من المتظاهرين.
فخلال الأيام الماضية شهدت الساحة المصرية حالة من الجدل حول التظاهر في ذكرى الثورة، حيث اعتبرت القوى الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين التي تصدر ذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أن الهدف من المشاركة هو الاحتفال بالثورة خاصة أن ذكراها تأتي وقد تحقق جزء هام من أهدافها بانتخاب برلمان جديد عبر اقتراع حر، دون أن ينفي ذلك أن هناك مطالب باقية لا بد من تحقيقها.
|
تسريع محاكمات رموز النظام السابق تأتي على رأس مطالب استكمال الثورة (الجزيرة نت) |
الثورة مستمرة
في المقابل، اعتبرت قوى أخرى تتصدرها ائتلافات شباب الثورة وحركة شباب 6 أبريلأن الثورة ما زالت مستمرة لأن أهدافها لم تتحقق بالكامل، وبالتالي فلا مجال للاحتفال وإنما لمواصلة التظاهر والضغط لتحقيق عدة مطالب أبرزها سرعة تخلي المجلس العسكري عن السلطة التي سلمها له مبارك بعد أن تنحي تحت ضغط الثورة الشعبية.وتدفق أنصار الفريقين على ميدان التحرير منذ مساء الثلاثاء، وبدا أن الاحتكاك بينهما وارد، لكن سقوط الأمطار وكأنه ذكر الفريقين بأجواء الثورة، فتلاشت أجواء التوتر وأشرقت شمس يوم الذكرى على عشرات الآلاف من المصريين الذين غلبت عليهم أجواء الميدان فاختلفت هتافاتهم أحيانا، لكنهم اتفقوا على أن الثورة ستكتمل حتما.
وكان لافتا أن شباب الثورة توافدوا على ميدان التحرير بنفس الطريقة التي نفذوها في أول أيام الثورة العام الماضي، حيث قدموا إلى الميدان عبر سلسلة من المسيرات انطلقت من أنحاء مختلفة في القاهرة مرددة هتافات تدعو بقية المصريين للانضمام إليهم، وهو ما جعل بعض هذه المسيرات يتجاوز العشرة آلاف مشارك حتى وصلت إلى الميدان الذي امتلأ عن آخره مع انتصاف النهار.
الهتاف الأثير لثورة 25 يناير كان حاضرا في ذكراها الأولى، حيث ردد المشاركون "كرامة، حرية، عدالة اجتماعية" وزاحمه في ذلك هتافات تنادي بـ"سقوط حكم العسكر" والمطالبة بسرعة تسليم السلطة للمدنيين، وأخرى تطالب بحقوق شهداء ومصابي الثورة، فضلا عن هتافات تنتقد التباطؤ في محاكمة الرئيس المخلوع مبارك ورموز نظامه.
0 التعليقات :
إرسال تعليق
للتعليق علي الموضوع او اي استفسار اكتب التعليق وعند الانتهاء من كتابة التعليق اضغط علي كلمة كتابة التعليق